رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء صلى الله عليه وسلم

عن عبد الله بن الشِّخِير رضي الله عنه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، وفي صَدره أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الرَّحَى من البُكَاءِ صلى الله عليه وسلم ».
صحيح - رواه أبو داود والنسائي وأحمد

يخبر عبد الله بن الشِّخِير رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلِّي، ويُسمع له صوت يُشبه صوت الرَّحَى؛ لأن الرَّحَى عندما يُطحن بها يصدر لها صَوت حَرْحَرَتِها، فشبَّه الصحابي رضي الله عنه بكاءه صلى الله عليه وسلم في الصلاة بصوت الرَّحَى، وهذا هو حاله صلى الله عليه وسلم مع ربِّه، وهو الذي قد غَفَرَ اللهُ له ما تقدَّم من ذَنْبِه وما تَأخَّر، ولكنَّه مع هذا هو أخشَى النَّاسِ وأتْقَاهُم، وأخوفُهُم من الله تعالى ؛ لِكَمال مَعرفته بربِّه.

  • تعاهدوا: حافظوا على قراءته.

  1. جواز البُّكاء في الصلاة من خَشية الله -عزَّ وجل-، وأن هذا لا يؤثر على صحة الصلاة، بشرط أن يَغْلِبه، وإلا فليحرص على كَظْم صوته ما أمكن.
  2. جواز تَشبيه الأعلى بالأدْنَى، إذا قصد بذلك التَّقريب، وجه ذلك: بُكاء النبي -صلى الله عليه وسلم- أعلى من أَزِيز الرَّحَى، لكن شبهه به للتَّقريب، ونظير ذلك: قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليَّلة البدر)، وكذلك في حديث الوَحي (كأنه سَلسلة على صَفوان).فهذه الأمثلة التَّقريبية لا تستلزم بأي حال من الأحوال التماثل بين المُشبه والمُشبه به، فكل له حُكمه.
  3. استحبَابُ الخشوع في الصَّلاة، والانْطراحِ فيها بين يَدي الله -تعالى-.

تم الإرسال بنجاح